السياحة الدينية: أثار الحضارة الإسلامية في مصر

تاريخ الحضارة الإسلامية

تعتبر الحضارة الإسلامية من أعظم الحضارات التي شهدتها البشرية على مر العصور، وقد تركت بصماتها الواضحة في العديد من البلدان، ومن بين هذه البلدان مصر التي استضافت تلك الحضارة العظيمة، هذا المقال سيركز على استكشاف التراث الإسلامي الغني في مدن مصر القديمة، وسيوفر معلومات قيمة حول المعالم الرئيسية والتجارب الثقافية التي يمكن أن يستمتع بها الزوار في هذه المدن.

التراث الإسلامي في مصر

يعود التاريخ الإسلامي في مصر إلى القرن السابع الميلادي، عندما قام المسلمون بقيادة عمرو بن العاص بفتح مصر، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، لعب الإسلام دورًا حيويًا في تشكيل ثقافة وتاريخ مصر، وذلك من خلال المساجد والمدارس والمقابر والآثار الأخرى التي تعكس تطور الحضارة الإسلامية في البلاد.

حيث تعد مصر وجهة مثالية للسياح الذين يرغبون في استكشاف التراث الإسلامي والاستمتاع بالجمال الثقافي للبلاد. تضم مصر العديد من المواقع الرائعة التي تستحق الزيارة، والتي توفر تجارب سياحية متنوعة لاكتشاف المزيج الفريد من التراث الإسلامي والأثري في هذا البلد العريق.

السياحة الإسلامية في مصر

تحظى السياحة الإسلامية في مصر بشعبية كبيرة لدى السياح المسلمين و العرب و العالم أجمع ، فهي توفر لهم فرصة فريدة لاستكشاف التراث الإسلامي وزيارة المعالم الدينية الهامة، وفيما يلي سنلقي نظرة على أشهر الأماكن السياحية الإسلامية الرائعة في مصر:

جامع عمرو ابن العاص

يقع مسجد عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط بحي مصر القديمة، ويعد أول جامع بني بمصر بعد أن فتحها عمرو بن العاص عام 20 للهجرة الموافق سنة 641 ميلاديا. وكان عند بداية إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة الإسلامية بمصر، وثم بُنيت حوله مدينة الفسطاط التي تعد أول عواصم مصر الإسلامية، كما أن الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لتشيد هذا الجامع فى ذلك الوقت يطل على النيل ويشرف على حصن بابليون الذي يقع بجانبه، ولأن هذا الجامع يعد أول الجوامع التي بنيت فى مصر وقتها فقد عرف بأسماء عدة منها الجامع العتيق وتاج الجوامع.

الأزهر الشريف

يعد المسجد الأزهر واحدًا من أقدم وأشهر المساجد في مصر والعالم الإسلامي. تم بناؤه في العام 972م ويعتبر نقطة انطلاقة لتعليم العلوم الشرعية والأدب العربي، كما يوجد داخل المسجد مكتبة ضخمة تحتوي على مجموعة قيمة من الكتب والمخطوطات الإسلامية، ويعد الأزهر الشريف منارة العالم في العلوم الإسلامية، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى السيدة الزهراء وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد (ﷺ) التي سميّت باسمها أيضاً مقصورة في المسجد.

مسجد السلطان حسن

يُعتبر مسجد السلطان حسن واحدًا من أبرز المساجد التاريخية في القاهرة. فقد تم بناء المسجد في الفترة ما بين عامي 1356م و1363م، ويعرف بتصميمه الرائع الذي يجمع بين العناصر المعمارية الفاطمية والمملوكية.

قلعة صلاح الدين

تُعرَف هذه القلعة باسم قلعة الجبل وتعتبر من أهم المعالم التاريخية في مصر، وتمتاز بموقع دفاعيّ استراتيجي، تأسست القلعة في العام 1176م على يد صلاح الدين الأيوبي؛ فقد أسّسها صلاح الدين بالقرب من جبل المقطم على مشارف القاهرة في حي القلعة من أجل أن يستطيع الإشراف بشكل كامل على القاهرة، وبالتالي حمايتها من الغزوات التي قد تتعرّض لها. تضم القلعة العديد من المساجد والقصور والمتاحف. ويعد مسجد محمد علي، الذي بُني في القلعة، من أبرز معالمها السياحية، حيث يوفر المسجد إطلالات رائعة على مدينة القاهرة.

مسجد محمد على باشا

يعد المسجد أكثر معالم قلعة صلاح الدين شهرة حتى أن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هي قلعة محمد على باشا لشهرة هذا الجامع بها، وتم بناء المسجد في القرن التاسع عشر على يد محمد علي باشا، الحاكم العثماني الذي حكم مصر في ذلك الوقت، ويسمي أيضا جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذي كسي به.يعتبر مسجد محمد علي بالقاهرة من أبرز الأمثلة المعمارية على الحضارة الإسلامية في مصر، كما يتميز المسجد بتصميمه الجميل والمعمار الإسلامي التقليدي، ويعتبر واحدًا من الوجهات السياحية الرئيسية في مصر.

مسجد أبو العباس المرسي

مسجد أبو العباس المرسي، والمعروف أيضًا باسم “مسجد المرسي أبو العباس” عند أهل الإسكندرية، هو من أقدم وأشهر المساجد التي بنيت في مدينة الإسكندرية بمصر، ويعد أهم معالم منطقة أبو العباس بالحي البحري بالمدينة. ينحدر الشيخ شهاب الدين أبو العباس من عائلة تنحدر من الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج، وجده قيس بن سعد بن عبادة الذي أصبح أميرا على مصر من قبل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هجرية، ويعد المسجد من المعالم السياحية المشهورة في مدينة الإسكندرية.

مسجد أحمد ابن طولون

إذا كنت تبحث عن مناطق سياحية في مصر تكون مميزة، فمسجد ابن طولون واحد من أهم تلك المناطق لأنه المسجد الوحيد في مصر الذي لم تتغير معالمه منذ مئات السنين. كما أن به أقدم مئذنة موجودة في مصر والوحيد الذي يغلب عليه طراز سامراء ذات المئذنة الملوية المدرجة. وأُسِّس المسجد في زمن أحمد بن طولون؛ حتّى يكون جامعاً يجمع النّاس أثناء صلاة الجُمعة، وتبلغ مساحته حوالي ستة أفدنة ونصف، كما كان لنشأة ابن طولون في العراق أثرها في نقل الأساليب المعمارية العراقية إلى مصر في عهده وإظهار هذه المؤثرات على عمارة المسجد سواء من ناحية التصميم أو من ناحية التخطيط والزخرفة.

وفي الختام، تضم مصر العديد من الأماكن السياحية الإسلامية التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وثقافة مصر الإسلامية، حيث توفر هذه الأماكن للزوار فرصة فريدة لاستكشاف التراث الإسلامي والاستمتاع بروحانية هذه المعالم الرائعة. إذا كنت تخطط لزيارة مصر، فلا تفوت فرصة زيارة الأماكن السياحية الإسلامية في هذا البلد العريق.

لمعرفة أفضل المواقع لحجز تذاكرك اضغط هنا.

التعليقات معطلة.