رحلة إلى الأردن: أفضل 7 أماكن سياحية لا تُفوّت في بلد التاريخ والطبيعة

المقدمة

الأردن، بلد يجمع بين سحر التاريخ وروعة الطبيعة، فهو وجهة سياحية لا تُضاهى في قلب الشرق الأوسط. وسواء كنتَ من عشاق المغامرة، أو الباحثين عن الهدوء، أو المهتمين بالتاريخ والحضارات القديمة؛ فإن الأردن يقدم لك تجربة فريدة تلامس الروح وتخلد في الذاكرة: من الشوارع العتيقة في عمان إلى عجائب البتراء الصخرية، ومن شواطئ العقبة الزرقاء إلى صحراء وادي رم الساحرة، فكل زاوية في هذا البلد تحكي قصة تنتظر من يكتشفها.

ونحن في مقالنا السابق تكلمنا عن الأردن كبلد سياحي، وفي هذا المقال نكمل رحلتنا، حيث سنأخذكم في جولة رائعة إلى أفضل الوجهات السياحية في الأردن، حيث سنستعرض معًا الأماكن التي لا يمكن تفويتها، والأنشطة التي ستجعل رحلتك لا تُنسى، سواء كنت تخطط لزيارة الأردن قريبًا أو تبحث عن إلهام لرحلتك القادمة، فأنت في المكان الصحيح. فلنبدأ الرحلة!

1. عمان: جوهرة الأردن التي تجمع بين الأصالة والحداثة

عمان، العاصمة النابضة بالحياة للأردن، هي وجهة سياحية لا تُفوّت لأي مسافر يبحث عن تجربة غنية ومتنوعة، حيث تُعتبر هذه المدينة بوابة مثالية لاستكشاف الأردن؛ وذلك لأنها تجمع بين سحر التاريخ العريق وحيوية الحاضر. هنا، ستجد نفسك تتنقل بين الأسواق الشعبية الصاخبة، تستمتع بالمأكولات الأردنية الشهية، وتكتشف آثارًا تاريخية تروي قصص حضارات عظيمة.

والعاصمة عمان ليست مجرد نقطة انطلاق لرحلتك في الأردن، بل هي وجهة مميزة بحد ذاتها، حيث تتميز المدينة بمناخها المعتدل، طبيعتها الجبلية الخلابة، وتراثها الغني الذي يعود إلى آلاف السنين، وسواء كنتَ من محبي التاريخ، أو عشاق التسوق، أو الباحثين عن تجارب ثقافية فريدة، فإن عمان تقدم لك كل ذلك وأكثر.

  • لماذا عمان وجهة مميزة؟

عمان هي مدينة مليئة بالوجهات السياحية الرائعة التي تناسب جميع الأذواق، بداية من الآثار التاريخية التي تعود إلى العصور الرومانية والإسلامية، وصولاً إلى الأسواق الشعبية والمطاعم العصرية، ودوماً هناك شيء للجميع في هذه المدينة الساحرة؛ ولذلك لم نمر على العاصمة عمان هكذا بمجرد ذكرها كوجهة سياحية في الأردن، بل سنأخذك في جولة داخل عمان لنستعرض بعضًا من أبرز الأماكن التي لا يمكن تفويتها داخل عمان:

  • القصر الأموي: تحفة معمارية تعود إلى العصر الذهبي للإسلام

يُعتبر القصر الأموي أحد أبرز المعالم التاريخية في عمان، حيث يقع في قلب قلعة عمان الشهيرة، التي تُعد واحدة من أقدم المواقع الأثرية في العالم. بُني هذا القصر خلال العصر الأموي (في القرن الثامن الميلادي)، ويُعتبر نموذجًا رائعًا للعمارة الإسلامية؛ فعند زيارتك للقصر الأموي، ستشعر وكأنك تعود بالزمن إلى العصر الذهبي للإسلام، حيث يتميز القصر بتصميمه الفريد الذي يجمع بين البساطة والجمال، مع تفاصيل معمارية تعكس براعة الفن الإسلامي.

كما تتميز القاعة الرئيسية في القصر بقبتها الضخمة التي تُعتبر تحفة معمارية بحد ذاتها، حيث كانت هذه القاعة تُستخدم في الماضي للاستقبالات الرسمية والاجتماعات المهمة؛ مما يعكس الأهمية السياسية والاجتماعية للقصر في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يُحيط بالقصر فناء داخلي واسع تحيط به أعمدة وأقواس مزخرفة، مما يخلق جوًا من الهدوء والسكينة، وهو مكان مثالي للاستمتاع بالتفاصيل المعمارية والتأمل في جمال العمارة الإسلامية. ولا يمكن أن تفوتك الزخارف والنقوش التي تزين جدران القصر، حيث تعكس هذه التفاصيل براعة الحرفيين في العصر الأموي، فكل زاوية في القصر تحمل بين طياتها قصصًا عن حياة الخلفاء الأمويين وثقافتهم الغنية. ويعتبر أفضل وقت لزيارة القصر الأموي هو خلال ساعات الصباح الباكر أو قبل الغروب، حيث يمكنك تجنب الحرارة الشديدة والاستمتاع بإطلالات بانورامية رائعة على قلعة عمان من أعلى القصر.

  • مسجد الحسيني: قلب عمان الروحي ومعلمها الإسلامي البارز

يُعتبر مسجد الحسيني – أو كما يُطلق عليه أيضًا المسجد الحسيني الكبير – أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في عمان، حيث يقع هذا المسجد في وسط المدينة – بالقرب من السوق الشعبي – مما يجعله نقطة جذب للزوار والسياح الذين يبحثون عن تجربة روحية وثقافية فريدة.

بُني المسجد في الأصل على أنقاض مسجد قديم يعود إلى العصر الأموي، وأُعيد بناؤه وتجديده عدة مرات على مر السنين، آخرها في الخمسينيات من القرن الماضي؛ لذلك يعتبر رمز للتراث الإسلامي في الأردن.

كما يتميز المسجد بتصميمه البسيط والأنيق، مع مئذنته الشاهقة التي تُعتبر علامة مميزة في أفق عمان؛ عند زيارتك لهذا المكان، ستشعر بالهدوء والسكينة التي تنساب في أرجائه، خاصة خلال أوقات الصلاة عندما يمتلئ المسجد بالمصلين الذين يأتون من جميع أنحاء المدينة؛ مما يخلق جوًا من السلام والروحانية داخل المسجد.

  • المسرح الروماني: تحفة أثرية تعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية

يُعتبر المسرح الروماني في عمان أحد أشهر المعالم الأثرية في الأردن، وأحد أفضل الأمثلة المحفوظة على العمارة الرومانية في المنطقة، فقد بُني هذا المسرح في القرن الثاني الميلادي خلال عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، ويُعتبر تحفة معمارية تعكس براعة الرومان في بناء المسارح.

يتسع المسرح لـ 6,000 متفرج، مما يجعله واحدًا من أكبر المسارح الرومانية في العالم، وعند زيارتك للمسرح الروماني، ستشعر وكأنك تعود بالزمن إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث يتميز المسرح بتصميمه الدائري الفريد، الذي يسمح بتوزيع الصوت بشكل متساوٍ في جميع أنحاء المكان؛ مما يجعله مكانًا مثاليًا لإقامة الفعاليات الثقافية حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى ذلك، يُوفر المسرح إطلالات بانورامية رائعة على وسط مدينة عمان، خاصة إذا صعدت إلى أعلى المدرجات.

أيضاً يتميز المسرح الروماني ببنائه الضخم الذي يتكون من ثلاث طبقات من المدرجات، بالإضافة إلى منصة العرض الرئيسية التي كانت تُستخدم للعروض المسرحية. وحول المسرح، ستجد أيضًا متحفين صغيرين، أحدهما مخصص للفولكلور الأردني والآخر للحياة الشعبية، مما يضيف بعدًا ثقافيًا لزيارتك.

  • مسجد الملك عبد الله الأول: تحفة معمارية حديثة تزين أفق عمان

يُعتبر مسجد الملك عبد الله الأول، المعروف أيضًا باسم المسجد الأزرق، أحد أبرز المعالم الحديثة في عمان. بُني هذا المسجد في الثمانينيات من القرن الماضي تخليدًا لذكرى الملك عبد الله الأول، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، ويتميز المسجد بقبته الزرقاء الضخمة التي تُعد علامة مميزة في أفق عمان، مما يجعله واحدًا من أكثر المعالم شهرة في المدينة.

ويعد مسجد الملك عبد الله الأول تحفة معمارية تجمع بين الحداثة والتراث الإسلامي، حيث يتميز المسجد بقبته الزرقاء الضخمة التي يبلغ قطرها 35 مترًا، وهي مزينة بزخارف إسلامية رائعة تعكس براعة الحرفيين، كم سوف تجد داخل المسجد قاعة الصلاة الرئيسية التي تتسع لأكثر من 3,000 مصلٍّ، كذلك يضم المسجد مكتبة إسلامية تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات الإسلامية؛ مما يجعله مكانًا يستحق الزيارة.

2. البتراء: المدينة الوردية التي لا تُنسى

تُعتبر البتراء، أو كما تُلقب بـ المدينة الوردية، واحدة من أكثر الوجهات السياحية سحرًا في العالم وليس في الأردن فقط، فهذه المدينة الأثرية المنحوتة في الصخر هي إرث حضارة الأنباط العريقة، وتقع في جنوب الأردن على بعد حوالي 3 ساعات بالسيارة من العاصمة عمان. ولقد أُدرجت البتراء على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي أيضًا واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة؛ مما يجعلها وجهة لا تُفوّت لأي مسافر يزور الأردن.

مدينة البتراء ليست مجرد موقع أثري، بل هي تجربة فريدة تلامس الروح، وبمجرد زيارتك لهذه المدينة، ستشعر وكأنك تعود بالزمن إلى آلاف السنين، حيث ستتجول بين المباني المنحوتة في الصخر، الممرات الضيقة، والواجهات الرائعة التي تحمل بين طياتها قصص حضارة الأنباط. أشهر معالم البتراء هو الخزنة، وهي واجهة صخرية مذهلة تُعتبر رمزًا للأردن، وسوف نذكر لك أهم الوجهات الأثرية في مدينة البتراء:

أولا: الخزنة

تُعتبر الخزنة أشهر معالم البتراء، وهي واجهة صخرية ضخمة منحوتة بدقة فائقة. يُعتقد أنها كانت تُستخدم كمقبرة ملكية أو معبد. عند الوصول إلى نهاية الممر الضيق المعروف باسم السيق – والذي سنذكره لاحقا – ستظهر الخزنة فجأة أمامك بكل عظمتها؛ مما يخلق لحظة سحرية لا تُنسى.

يبلغ ارتفاع الخزنة حوالي 40 مترًا، وتتميز بتفاصيلها المعمارية الدقيقة، بما في ذلك الأعمدة المنحوتة والتماثيل التي تزين واجهتها، كما ننصحك بالوقوف أمام الخزنة لبعض الوقت لتستوعب جمالها وتلتقط صورًا تذكارية.

ثانياً: السيق

هو الممر الضيق الذي يؤدي إلى الخزنة، ويُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تجربة زيارة البتراء، حيث يمتد السيق لمسافة 1.2 كيلومتر، ويُحيط به جدران صخرية شاهقة تصل إلى 80 مترًا في بعض الأماكن.

وأثناء سيرك في هذا الممر، ستستمتع بمناظر طبيعية خلابة وتفاصيل صخرية مذهلة، كذلك يُنصح بالسير ببطء لاستكشاف النقوش الصخرية القديمة والقنوات المائية التي بناها الأنباط لتوجيه المياه إلى المدينة. وفي بعض الأحيان، يمكنك رؤية عربات تجرها الخيول تمر من خلال السيق؛ مما يضيف لمسة تاريخية إلى التجربة.

ثالثاً: الدير

يقع أعلى الجبل، ويُعتبر أحد أكبر المباني في البتراء، ويتطلب الوصول إليه صعود مئات الدرجات، ولكن الإطلالة من الأعلى تستحق الجهد. من قمة الدير، يمكنك الاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على المدينة الوردية والمناطق المحيطة بها.

ويُعتقد أن الدير كان يُستخدم كمعبد أو مكان للعبادة، ويتميز بتصميمه الضخم الذي يعكس براعة الأنباط في النحت على الصخر، كما نوصيك بزيارة الدير في وقت متأخر من بعد الظهر عندما تكون الإضاءة مثالية لالتقاط الصور.

  • أهم التوصيات عند زيارتك لمدينة البتراء:
  • أولا: يجب اختيار الوقت المناسب، وأفضل وقت لزيارة البتراء هو خلال فصلي الربيع (مارس إلى مايو) والخريف (سبتمبر إلى نوفمبر) عندما يكون الطقس معتدلًا.
  • ثانياً: ننصحك بارتداء أحذية مريحة وملابس مناسبة للمشي لمسافات طويلة، حيث إن التجول في البتراء يتطلب الكثير من المشي.
  • ثالثاً: إذا كنت ترغب في فهم أعمق لتاريخ البتراء ومعالمها، يُفضل الاستعانة بمرشد سياحي،

ولا تفوت فرصة التقاط صور بانورامية للخزنة والسيق، خاصة خلال ساعات الصباح الباكر أو قبل الغروب عندما تكون الإضاءة مثالية للتصوير.

3. العقبة: جوهرة البحر الأحمر في الأردن

تُعتبر العقبة الوجهة الساحلية المثالية في الأردن، حيث تجمع بين جمال الطبيعة وسحر التاريخ، حيث تقع هذه المدينة الساحرة في أقصى جنوب الأردن، وتُطل على البحر الأحمر، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لعشاق الغوص، الاسترخاء على الشواطئ، والاستمتاع بالمأكولات البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر العقبة نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف وادي رم القريب، الذي يُعتبر أحد أكثر المناطق الطبيعية سحرًا في العالم.

وتعد العقبة المكان المثالي للهروب من صخب الحياة اليومية والاستمتاع بأجواء البحر الهادئة، وسواء كنتَ من عشاق المغامرة المائية، أو تبحث عن مكان للاسترخاء، فإن العقبة تقدم لك كل ذلك وأكثر، حيث تتميز المدينة بشواطئها الذهبية، مياهها الصافية، وشعابها المرجانية التي تُعتبر موطنًا للعديد من الكائنات البحرية النادرة.

كما تُعتبر شواطئ العقبة واحدة من أجمل الشواطئ في المنطقة، حيث يمكنك الاستمتاع بالسباحة والغوص، أو مجرد الاسترخاء تحت أشعة الشمس الدافئة، ومن أشهر الشواطئ في العقبة هو شاطئ بيرينايس، الذي يتميز بمياهه الصافية وخدماته الفاخرة. وبالنسبة للغوص فإن العقبة وجهة مثالية حيث يمكنك استكشاف الشعاب المرجانية الملونة والكائنات البحرية النادرة. إذا كنتَ من المبتدئين، يمكنك الاشتراك في دورات غوص مع مراكز متخصصة.

4. وادي رم: صحراء الأحلام في قلب الأردن

يُعتبر وادي رم، أو كما يُطلق عليه أيضًا وادي القمر، أحد أكثر المناطق الطبيعية سحرًا في العالم، حيث تقع هذه الصحراء الشاسعة على بعد حوالي ساعة بالسيارة من العقبة، وتتميز بتضاريسها الفريدة التي تجمع بين الجبال الشاهقة، والكثبان الرملية الذهبية، والمنحدرات الصخرية العملاقة. ويعتبر وادي رم بمثابة المكان المثالي لعشاق المغامرة والطبيعة، حيث يمكنك الاستمتاع بالعديد من الأنشطة التي تُضفي لمسة من الإثارة على رحلتك.

  • أبرز الأنشطة السياحية في وادي رام

وادي رم ليس مجرد صحراء، بل هو عالم ساحر من الجمال الطبيعي والتاريخ العريق، حيث ستتجول بين المناظر الطبيعية الخلابة التي تُذكرك بأساطير العرب القدماء. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر وادي رم مكانًا مثاليًا لمحبي التصوير، حيث تُعتبر إطلالاته البانورامية من أجمل ما يمكن أن تراه عيناك، وإليك أبرز الأنشطة التي لا ننصحك بتفويتها في وادي رم:

  • رحلات الجمال: تُعتبر رحلات الجمال واحدة من أكثر الأنشطة شعبية في وادي رم، حيث يمكنك استئجار جمل والقيام بجولة عبر الكثبان الرملية والمنحدرات الصخرية؛ مما يمنحك تجربة فريدة تشبه تلك التي عاشها البدو في الماضي.
  • التخييم تحت النجوم: وادي رم هو مكان مثالي للتخييم، حيث يمكنك قضاء ليلة تحت النجوم في خيمة بدوية تقليدية؛ حيث توفر العديد من المخيمات خدمات فاخرة، بما في ذلك العشاء البدوي التقليدي والترفيه الليلي.
  • تسلق الجبال: إذا كنتَ من عشاق المغامرة، فإن وادي رم يقدم لك فرصة لتسلق الجبال الشاهقة؛ فهناك العديد من الجبال التي يمكن تسلقها، بما في ذلك جبل أم الدامي، الذي يُعتبر أعلى قمة في الأردن.
  • رحلات السيارات الرباعية: تُعتبر رحلات السيارات الرباعية واحدة من أكثر الأنشطة إثارة في وادي رم، حيث يمكنك استئجار سيارة رباعية والقيام بجولة عبر الصحراء، مما يمنحك فرصة لاستكشاف المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها سيرًا على الأقدام.
  • التصوير الفوتوغرافي: وادي رم هو مكان مثالي للتصوير الفوتوغرافي، حيث تُعتبر إطلالاته البانورامية من أجمل ما يمكن أن تراه عيناك، كما يُنصح بزيارة وادي رم خلال ساعات الصباح الباكر أو قبل الغروب عندما تكون الإضاءة مثالية للتصوير.

5. جرش: مدينة الأعمدة الرومانية في الأردن

تُعتبر جرش، أو كما تُعرف أيضًا بـ بومبي الشرق، واحدة من أبرز الوجهات التاريخية في الأردن، تقع هذه المدينة الأثرية على بعد حوالي 50 كيلومترًا شمال العاصمة عمان، وتُعتبر واحدة من أفضل المدن الرومانية المحفوظة في العالم. عند زيارتك لجرش، ستشعر وكأنك تعود بالزمن إلى العصر الروماني، حيث ستتجول بين الأعمدة الشاهقة، المسارح الضخمة، والشوارع المرصوفة بالحجارة.

وتعتبر جرش مكان مثالي لعشاق التاريخ والآثار، حيث يمكنك استكشاف مجموعة واسعة من المعالم الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر جرش مكانًا رائعًا للتصوير الفوتوغرافي، حيث تُعتبر إطلالاتها البانورامية من أجمل ما يمكن أن تراه عيناك. والمدينة أيضًا تُحيط بها الطبيعة الخلابة؛ مما يجعلها وجهة مثالية للجمع بين التاريخ والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

تعود أصول جرش إلى العصر الهلنستي، ولكنها ازدهرت بشكل كبير خلال العصر الروماني. وكانت جرش مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا، وقد تركت الحضارات المتعاقبة آثارًا لا تُنسى يمكن رؤيتها حتى اليوم؛ لذلك سوف نأخذك في رحلة سريعة لمعرفة أبرز هذه التحف الأثرية.

  • بقايا معبد أرتميس: شاهد على عظمة الحضارة الرومانية في جرش

تُعتبر بقايا معبد أرتميس واحدة من أبرز المعالم الأثرية في مدينة جرش، حيث تُشكل جزءًا من الإرث التاريخي العريق الذي تركته الحضارة الرومانية في الأردن. بُني هذا المعبد خلال العصر الروماني، ويُعتبر نموذجًا رائعًا للعمارة الرومانية الفاخرة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، فعند زيارتك لهذا المكان، ستشعر بعظمة التاريخ الذي يحيط بك، حيث ستتجول بين الأعمدة الشاهقة والتفاصيل المعمارية الدقيقة التي تعكس براعة الفن الروماني.

ويعتبر هذا الموقع الأثري شاهد حي على عظمة الحضارة الرومانية وتطورها المعماري، حيث ستتعرّف خلال زيارتك على كيفية بناء الرومان للمعابد الضخمة التي كانت تُعتبر مركزًا للحياة الدينية والاجتماعية في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا الموقع الأثري مكانًا رائعًا للتصوير الفوتوغرافي، حيث تُعتبر إطلالاته الساحرة من أجمل ما يمكن أن تراه عيناك.

  • قوس هادريان: بوابة جرش الرومانية العريقة

يُعتبر قوس هادريان أحد أشهر المعالم الأثرية في مدينة جرش، حيث بُني في القرن الثاني الميلادي تخليدًا لذكرى الإمبراطور الروماني هادريان الذي زار المدينة عام 129 ميلادية. يتميز القوس بتصميمه الفخم الذي يعكس الأهمية التاريخية لجرش، فعند زيارتك لهذا المكان، ستشعر بعظمة التاريخ الذي يحيط بك، حيث ستتجول بين التفاصيل المعمارية الدقيقة التي تعكس براعة الفن الروماني.

قوس هادريان ليس مجرد بوابة تاريخية، بل هو شاهد حي على عظمة الحضارة الرومانية وتطورها المعماري. وأثناء زيارتك لهذا المكان، ستتعرّف على كيفية بناء الرومان للبوابات الضخمة التي كانت تُعتبر مدخلًا للمدن المهمة في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر القوس مكانًا رائعًا للتصوير الفوتوغرافي.

  • الأعمدة الأثرية: شموخ التاريخ في قلب جرش

تُعتبر الأعمدة الأثرية في جرش واحدة من أكثر المعالم إثارة للإعجاب في المدينة، حيث تُشكل جزءًا لا يتجزأ من الإرث التاريخي العريق الذي تركته الحضارة الرومانية؛ فهذه الأعمدة الشاهقة لا تزال قائمة حتى اليوم، مما يعكس براعة الفن الروماني في البناء والهندسة المعمارية. وعند زيارتك لهذا المكان، ستشعر بعظمة التاريخ الذي يحيط بك، حيث ستتجول بين الأعمدة التي تحمل بين طياتها قصصًا عن حياة الرومان وثقافتهم؛ فالأعمدة الأثرية ليست مجرد هياكل حجرية، بل هي شواهد حية على عظمة الحضارة الرومانية وتطورها المعماري.

6. البحر الميت: عجائب الطبيعة التي تلمس الروح وتُجدد الطاقة

يُعتبر البحر الميت واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية سحرًا في العالم، حيث يجمع بين الجمال الفريد والفوائد الصحية التي لا تُحصى، ويقع البحر الميت على بعد حوالي ساعة بالسيارة من العاصمة عمان، ويُعتبر مكانًا فريدًا من نوعه؛ فعند زيارتك للبحر الميت، ستجد نفسك محاطًا بالمناظر الطبيعية الخلابة والمياه المالحة التي تقدم لك تجربة لا تُنسى.

سُمي البحر الميت بهذا الاسم بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيه، والتي تصل إلى حوالي 34%، مما يجعل الحياة البحرية شبه مستحيلة؛ فهذه النسبة العالية من الملوحة تجعل من المستحيل تقريبًا لأي كائن حي أن يعيش في مياهه، ومن هنا جاءت تسميته بـ “الميت”. ومع ذلك، فإن هذه الملوحة العالية هي التي تمنح البحر الميت فوائده الصحية الفريدة؛ فالبحر الميت ليس مجرد مكان للاسترخاء، بل هو وجهة مثالية للعلاج والاستجمام.

وأثناء زيارتك للبحر الميت، يمكنك الاستمتاع بالعديد من الأنشطة التي تجعل رحلتك أكثر إثارة، فمثلاً يمكنك السباحة في المياه المالحة التي تمنحك شعورًا بالطفو الفريد؛ مما يجعلها تجربة لا تُنسى. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاسترخاء على الشواطئ الذهبية والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة. وفي حال كنتَ تبحث عن تجربة علاج الطبيعية، فإن البحر الميت يقدم لك فرصة لتجربة الطين الأسود الذي يُعتبر علاجًا طبيعيًا للبشرة، كما تتميز مياه البحر الميت بتركيزها العالي من الأملاح والمعادن التي تُعتبر علاجًا طبيعيًا للعديد من الأمراض الجلدية والمفاصل.

7. قلعة عجلون: حصن التاريخ الشامخ في أحضان الطبيعة

تُعتبر قلعة عجلون واحدة من أبرز المعالم التاريخية في الأردن، حيث تقع في أعالي جبال عجلون الخضراء، مما يجعلها مكانًا يجمع بين سحر التاريخ وروعة الطبيعة، وشاهد حي على عظمة الحضارة الإسلامية وتطورها العسكري، وبُنيت قلعة عجلون عام 1184 ميلادية على يد القائد الأيوبي أسامة بن منقذ، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي. كان الهدف الرئيسي من بناء القلعة هو حماية المنطقة من الغزوات الصليبية،

عند زيارتك لهذا المكان، ستتعرّف على كيفية بناء الأيوبيين للحصون الضخمة التي كانت تُعتبر خط الدفاع الأول ضد الغزاة حيث كانت تُعتبر نقطة استراتيجية تسمح بالتحكم في طرق التجارة والمرور بين سوريا وفلسطين، حيث تم اختيار موقع القلعة بعناية على قمة جبل عوف، مما يوفر إطلالة واسعة على المنطقة المحيطة، مما يجعلها حصنًا دفاعيًا مثاليًا. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر القلعة مكانًا رائعًا للتصوير الفوتوغرافي لتخلد ذكري لا تُنسى، ولكن تأكد من زيارة القلعة خلال ساعات الصباح الباكر أو قبل الغروب عندما تكون الإضاءة مثالية للتصوير.

الخاتمة

الأردن، هذا البلد الساحر الذي يجمع بين سحر التاريخ وروعة الطبيعة، هو وجهة سياحية لا تُفوّت لأي مسافر يبحث عن تجربة فريدة تلامس الروح؛ من الشوارع العتيقة في عمان إلى عجائب البتراء الصخرية، ومن شواطئ العقبة الزرقاء إلى صحراء وادي رم الساحرة، كل زاوية في هذا البلد تحكي قصة تنتظر من يكتشفها.

في هذا المقال، استعرضنا معًا أفضل الوجهات السياحية في الأردن، حيث تعرّفنا على المعالم التاريخية، الطبيعية، والثقافية التي تجعل من الأردن وجهة مثالية للسياحة، وسواء كنتَ تخطط لزيارة الأردن قريبًا أو تبحث عن إلهام لرحلتك القادمة، فإن هذا البلد يقدم لك كل ما تحتاجه لتجربة لا تُنسى.

شارك المنشور مع إحدى قنوات التواصل الإجتماعي أدناه مع الأهل أو الأصدقاء.

التعليقات معطلة.