السياحة في جورجيا: أفضل 7 وجهات سياحية في جورجيا
المقدمة
في مقالنا السابق بعنوان السياحة في جورجيا: دليلك للتعرف على أرض الطبيعة والثقافة، اصطحبناكم في جولة تعريفية إلى هذا البلد الساحر، وتعرفنا معًا على موقعه وثقافته وأهم ما يميزه. أما اليوم، فنحن على موعد مع جولة جديدة، حيث سنصحبك لرحلة ممتعة نتحدث فيها عن أفضل الوجهات السياحية في جورجيا، والتي تأسر القلوب بمناظرها الطبيعية الخلابة وأجوائها المفعمة بالحياة.
وذلك لأن جورجيا ليست مجرد دولة سياحية؛ بل تعد تجربة لا تُنسى ومغامرة حقيقية لكل محب للسفر والاكتشاف. لذا؛ سنأخذك اليوم بين أزقة تبليسي العريقة، وإلى شواطئ باتومي الرائعة، وسنرتقي معًا إلى قمم كازبيجي الخلابة، وصولًا إلى بحيرات وجبال تستحق كل لحظة من وقتك، ففي كل محطة من محطات هذا المقال، سنقدم لك نصائحنا وتوصياتنا لتجعل رحلتك إلى جورجيا أكثر تنظيمًا ومتعة.
فهل أنت مستعد لاستكشاف أجمل وجهات جورجيا معنا؟ هيّا بنا لنبدأ هذه المغامرة التي لن تخلو من التشويق والجمال!
1. مدينة تبليسي: العاصمة التي تجمع سحر الماضي وحداثة الحاضر
عندما تخطو أولى خطواتك في مدينة تبليسي – عاصمة جورجيا – ستشعر وكأنك قد دخلت عالمًا مختلفًا حيث يلتقي عبق التاريخ مع لمسات الحداثة. تقع تبليسي في قلب وادٍ جميل يمر من خلاله نهر كورا الذي يضفي سحرًا طبيعيًا على المدينة، كما تحمل المدينة بين طياتها حضارات قديمة وثقافات متعددة، تظهر بوضوح في مبانيها التاريخية، أسواقها الشعبية، وأحيائها القديمة المتشابكة كخيوط الزمن.
تبليسي ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي مغامرة فريدة تأخذك من قلعتها التاريخية المطلة على المدينة إلى أضواء جسورها الحديثة، ومن هدوء بحيراتها الزرقاء إلى صخب شوارعها الملونة بالحياة، فالتجول في هذه المدينة يعني استكشاف تاريخها الممتد لقرون طويلة، والاستمتاع بما تقدمه من مشاهد خلابة وتجارب لا تُنسى.
وبما أن مدينة تبليسي الوجهات التي يجب أن نتحدث عنها بشكل مفصل سوف نأخذك في جولة بين أبرز المعالم السياحية في تبليسي وأكثرها زيارة، والتي تجعل من زيارتك لهذه المدينة تجربة استثنائية، كما سنتحدث بالتفصيل عن كل معلم سياحي بدءًا من قلعة ناريكالا الشهيرة وصولًا إلى الحمامات الكبريتية وتجارب أخرى رائعة ستبقى في ذاكرتك، وإليك أشهر الأماكن السياحية داخل تبليسي:
- قلعة ناريكالا: حارس تبليسي التاريخي
في قلب تبليسي وعلى قمة تلة تطل على المدينة، تقف قلعة ناريكالا شامخة كحارس قديم يروي حكايات الماضي. هذه القلعة التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي تُعتبر من أبرز المعالم السياحية في العاصمة، وهي وجهة لا غنى عنها لكل زائر يبحث عن سحر التاريخ والمناظر البانورامية.
وعندما تصل إلى القلعة، ستُدهشك الإطلالة الخلابة على نهر كورا وأحياء تبليسي القديمة التي تمتد تحتك كلوحة فنية مذهلة، كما سوف يبهرك المشهد عند غروب الشمس حينما يلتقي وهج الأضواء مع ظل الجبال؛ مما يجعلك تشعر بأنك في لحظة خارجة عن الزمن.
تُعد الرحلة إلى قلعة ناريكالا مغامرة بحد ذاتها، حيث يمكنك الوصول إليها إما عبر التلفريك الذي يمنحك فرصة مشاهدة المدينة من الأعلى أو عبر تسلق التلة سيرًا على الأقدام لعشاق المغامرة والمشي. وأثناء جولتك داخل القلعة، ستلاحظ بقايا الأسوار القديمة وغرف الحراسة التي تعكس العراقة الهندسية لتلك الفترة.
كذلك ننصحك بأخذ وقتك في التجول داخل القلعة والجلوس على أطرافها للاستمتاع بالمنظر، مع التقاط بعض الصور التي ستبقى ذكرى لا تُنسى من رحلتك إلى تبليسي.
- بحيرة زينوالي: لوحة مائية بين أحضان الطبيعة
بعد جولة تاريخية في قلعة ناريكالا، حان الوقت لاكتشاف الجمال الطبيعي الذي تحتضنه تبليسي وضواحيها، بحيرة زينوالي، أو ما يُعرف بـ Zhinvali Reservoir، تُعتبر واحدة من أروع الأماكن السياحية التي ستبهرك بمياهها الفيروزية الصافية والمناظر الخلابة التي تُحيط بها.
تقع البحيرة على بعد حوالي ساعة بالسيارة من وسط تبليسي، وهي بمثابة ملاذ لمحبي الطبيعة والهدوء، فعندما تصل إلى البحيرة، ستُدهش بجمال الألوان المتناغمة؛ حيث تنعكس خضرة الجبال المحيطة على ضفة المياه الصافية لتُشكل لوحة طبيعية تأسر القلوب.
أيضاً ننصحك بالتوقف عند نقاط المشاهدة المُخصصة على طول الطريق، حيث يمكنك التقاط صور مميزة تُوثق هذه اللحظة الرائعة. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر البحيرة مكانًا مثاليًا للاستراحة والتأمل في أجواء من الهدوء بعيدًا عن صخب المدينة.
وفي حال كنت من عشاق المغامرة، فبإمكانك القيام بنزهة قصيرة بالقرب من ضفاف البحيرة أو استئجار قارب للتجول داخلها والاستمتاع بجمالها عن قُرب، وتُعد البحيرة أيضًا وجهة مثالية لعشاق التصوير، خاصة في فصلي الربيع والصيف عندما تكون الألوان أكثر حيوية والطقس أكثر اعتدالًا.
- جسر السلام: تحفة معمارية تربط بين الماضي والحاضر
بينما تستمر جولتنا في قلب تبليسي الساحرة، ننتقل إلى واحدة من أبرز المعالم الحديثة التي أصبحت رمزًا معاصرًا للمدينة: جسر السلام. يُعد الجسر نقطة التقاء بين ضفتي نهر كورا، وهو أكثر من مجرد ممر؛ إنه تحفة معمارية تُجسد التصميم العصري والذوق الرفيع.
تم تصميم جسر السلام بهيكل مميز من الزجاج والفولاذ، مما يجعله يبدو كأنه يطفو بلطف فوق مياه النهر. فعند زيارته، ستُبهر بتصميمه العصري الذي يضيء ليلاً بأضواء LED الرائعة، حيث يعكس الجسر بألوانه المختلفة مشهدًا خلابًا يجمع بين سحر الطبيعة وإبداع الإنسان.
كما ننصحك بالمرور على الجسر سواء أثناء النهار للاستمتاع بمشاهد المدينة القديمة، أو في الليل عندما يتحول الجسر إلى لوحة مضيئة تمنح المدينة لمسة سحرية، فجسر السلام ليس مجرد مكان للعبور، بل هو وجهة رائعة للمشي والتأمل في نهر كورا ومحيط تبليسي التاريخي.
وإذا كنت تبحث عن لحظات استثنائية، فجرب التقاط صور من وسط الجسر، حيث المناظر البانورامية المذهلة ستُحفر في ذاكرتك، ويُعتبر الجسر أيضًا مكانًا مفضلاً للعائلات والمغامرين على حد سواء. وفي حال كنت محبًا للتصاميم الهندسية الحديثة أو تبحث عن بقعة مثالية لالتقاط أجمل الصور، فإن جسر السلام سيمنحك تجربة مميزة لن تُنسى.
- الحمامات الكبريتية: تجربة استرخاء لا تُنسى في قلب تبليسي
لا يمكن أن تُكمل رحلتك في تبليسي دون زيارة الحمامات الكبريتية الشهيرة، التي تُعد واحدة من أقدم وأبرز الوجهات السياحية في المدينة. تقع هذه الحمامات في منطقة أبانوت أوباني، وهي تُعتبر مكانًا مثاليًا للاسترخاء وتجديد الطاقة بعد يوم طويل من التجول.
تتميز الحمامات الكبريتية بمياهها الساخنة الطبيعية الغنية بالمعادن، والتي تتدفق من ينابيع كبريتية تحت الأرض، ويُقال إن لهذه المياه خصائص علاجية مذهلة، فهي تُساعد على تخفيف آلام المفاصل وتحسين صحة البشرة. حتى أن الرحالة التاريخي الشهير ماركو بولو وصف تبليسي بأنها “مدينة المياه الساخنة”.
وبمجرد دخولك إلى الحمامات، ستشعر وكأنك تسافر عبر الزمن، حيث تتزين الحمامات بتصاميمها التقليدية القديمة التي تُبرز العمارة الجورجية العريقة. كما بإمكانك اختيار حمام خاص للاستمتاع بتجربة هادئة أو الدخول إلى الحمامات العامة، حيث ستلتقي بالسكان المحليين والسياح على حد سواء.
أيضاً ننصحك بعد الاستمتاع بالمياه الكبريتية بتجربة جلسة التدليك التقليدي التي يقدمها خبراء متخصصون، لتكتمل تجربتك الاستشفائية. ولا تنسَ أن تتجول في محيط المنطقة، حيث ستجد شوارع تبليسي القديمة المرصوفة بالأحجار والمحلات الصغيرة التي تُضفي أجواء ساحرة.
2. مدينة باتومي: لؤلؤة البحر الأسود وأيقونة الحداثة والجمال
عندما نتحدث عن باتومي، فنحن نتحدث عن مدينة تجمع بين التاريخ العريق والمعمار العصري الحديث، لتُصبح الوجهة المفضلة لعشاق البحر والطبيعة في جورجيا. تقع باتومي على الساحل الشرقي للبحر الأسود، مما يجعلها منتجعًا سياحيًا نابضًا بالحياة، خاصة في فصل الصيف حين تتحول المدينة إلى لوحة ملونة تحت أشعة الشمس الدافئة.
يُطلق على باتومي لقب “لؤلؤة البحر الأسود” بسبب شواطئها الساحرة وأجوائها البحرية المميزة، فإنها مدينة تُشعرك بالحيوية والبهجة في كل زاوية، حيث تتداخل ناطحات السحاب الحديثة مع المساحات الخضراء، مثل حدائق باتومي الواسعة، لتخلق مشهدًا مدهشًا يجذب الأنظار.
وتمتاز المدينة أيضًا بممشى الكورنيش الشهير “باتومي بوليفارد“، الذي يمتد لعدة كيلومترات على طول الساحل، ويُعد المكان المثالي للمشي أو ركوب الدراجات وسط النسيم العليل. وخلال تجوالك، ستشاهد التماثيل الفنية الرائعة والمقاهي العصرية التي تُقدم أشهى الأطباق والمشروبات.
وإضافةً إلى شواطئها الجميلة، تُعتبر باتومي موطنًا لعدد كبير من المعالم السياحية المذهلة التي تجمع بين الفن المعماري الحديث والتراث المحلي. وسنأخذك الآن في جولة للتعرف على أبرز الوجهات السياحية وأكثرها زيارة في مدينة باتومي، والتي تُعد محطات أساسية لا يمكن تفويتها أثناء زيارتك لهذه المدينة الساحرة.
- برج جامعة باتومي التكنولوجية: رمز الابتكار والتقدم
أثناء تجوالك في مدينة باتومي، لا يمكنك تجاهل برج جامعة باتومي التكنولوجية الذي يرتفع بفخر وسط المدينة. ويُعتبر هذا البرج علامة معمارية حديثة تُجسد روح الابتكار التي تسعى جورجيا لتعزيزها، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 200 متر؛ مما يجعله أحد أطول المباني في البلاد.
ويلفت تصميمه المميز الأنظار فور رؤيته، حيث يتميز بشكله الفريد الذي يُشبه الأبراج المستقبلية، مع تفاصيل فنية تجمع بين الزجاج الأنيق والهيكل المعدني.
أيضاً تُعد إطلالات البرج على المدينة والساحل واحدة من أجمل المشاهد التي يمكنك الاستمتاع بها، وخلال زيارتك، ننصحك بالتقاط الصور التذكارية من محيط البرج أو الاستمتاع بمشاهدته ليلًا، عندما تُضاء المدينة وتتحول إلى لوحة ساحرة تملأ النفس بالبهجة.
هذا البرج لا يعكس فقط حداثة المدينة، بل يُشير أيضًا إلى مستقبل مشرق ومليء بالطموح لجورجيا؛ لذا يعتبر مكان مثالي لبدء جولتك في معالم باتومي الحديثة.
- ساحة أوروبا: قلب باتومي النابض
بين أزقة مدينة باتومي الساحرة، تقع ساحة أوروبا التي تجمع بين التاريخ والأناقة الأوروبية الحديثة، مما يجعلها واحدة من أجمل الأماكن التي يمكنك زيارتها في المدينة. وبمجرد وصولك إلى الساحة، ستشعر وكأنك انتقلت إلى أحد ميادين أوروبا الكلاسيكية، حيث تتميز الساحة بتصاميمها المعمارية المستوحاة من الطراز الأوروبي.
في قلب الساحة يقف تمثال ميديا الشهير، الذي يروي أسطورة قديمة تُخلّد علاقة جورجيا بتاريخها الإغريقي، حيث يضيف التمثال المزين بالذهب لمسة من الجمال والأناقة وسط المباني المحيطة ذات التصميم المميز.
ننصحك أيضاً بجولة هادئة في محيط الساحة، حيث المقاهي الراقية التي تدعوك للاستمتاع بكوب من القهوة الجورجية اللذيذة أثناء مشاهدة الحياة اليومية للسكان المحليين والسياح. كما تُقام في الساحة العديد من الفعاليات والعروض الموسيقية في أوقات مختلفة من السنة، مما يُضفي أجواءً احتفالية رائعة.
وسواء كنت تبحث عن جلسة استرخاء، أو صور تذكارية مميزة، أو ترغب في استنشاق عبق التاريخ وسط أجواء عصرية، فإن ساحة أوروبا ستوفر لك كل ذلك وأكثر.
- برج الأبجدية: رمز الثقافة والابتكار
وسط مدينة باتومي يقف برج الأبجدية كواحد من أبرز المعالم السياحية الحديثة التي تُجسد الثقافة الجورجية بطريقة مبهرة. فهذا البرج الفريد من نوعه يبلغ ارتفاعه نحو 130 مترًا، ويعكس حروف الأبجدية الجورجية الـ 33 بترتيب مذهل على هيكله الخارجي، ويعبر التصميم عن ارتباط جورجيا العميق بلغتها وثقافتها، في مزيج بين الحداثة والتراث.
فعند الاقتراب من البرج، ستنبهر بتفاصيله الهندسية الفريدة، حيث يبدو وكأنه عملاق يروي قصة اللغة الجورجية وسط سماء باتومي. وأيضاً ننصحك بالصعود إلى الأعلى للاستمتاع بإطلالة بانورامية خلّابة على المدينة والبحر الأسود، خاصة في وقت غروب الشمس عندما تمتزج الألوان لتُكوّن لوحة طبيعية ساحرة.
كما يضم البرج مقهى في أعلاه، حيث يمكنك الجلوس والاستمتاع بمشروبك المفضل أثناء تأمل المناظر الخلابة. ولا تنسَ أن تلتقط صورًا تذكارية لهذا المعلم المميز الذي يُعتبر من رموز المدينة، حيث إن زيارة برج الأبجدية ستأخذك في رحلة تجمع بين التأمل والدهشة؛ مما يجعله وجهة لا غنى عنها خلال مغامرتك في باتومي.
- شاطئ باتومي: الاسترخاء بين أحضان البحر الأسود
إذا كنت تبحث عن لحظات من الاستجمام والاستمتاع بجمال الطبيعة، فإن شاطئ باتومي هو وجهتك المثالية، حيث يمتد هذا الشاطئ الساحر على طول ساحل البحر الأسود ليمنحك تجربة فريدة تجمع بين هدوء المياه الزرقاء وزحمة النشاطات الممتعة.
ويتميز شاطئ باتومي برماله الناعمة وحجارته الناعمة؛ مما يجعله مكانًا مثاليًا للمشي على طول الشاطئ أو الاسترخاء تحت أشعة الشمس. وخلال الصيف، يتحول الشاطئ إلى منطقة نابضة بالحياة حيث تجد العائلات والمغامرين يستمتعون بالسباحة والرياضات المائية مثل ركوب القوارب والتزلج على الماء.
وفي المساء، يصبح الشاطئ أكثر سحرًا مع إطلالات الغروب المذهلة التي تجعل الأفق لوحة فنية طبيعية، كما ننصحك بقضاء بعض الوقت في أحد المقاهي القريبة المطلة على الشاطئ، حيث يمكنك تذوق المشروبات الباردة أو الأطعمة الجورجية التقليدية أثناء الاستمتاع بالمناظر الخلابة.
ولا تنسَ أن تأخذ جولة على الكورنيش الموازي للشاطئ، حيث يمكنك الاستمتاع بجو مفعم بالحيوية والموسيقى الحية أحيانًا، كما إن زيارة شاطئ باتومي ستضفي على رحلتك لمسة من الهدوء والجمال التي يبحث عنها كل مسافر.
- برج تشاتشا: تجربة فريدة برائحة التراث
إذا كنت ترغب في زيارة معلم سياحي فريد يعكس روح باتومي التراثية مع لمسة معمارية حديثة، فننصحك بالتوجه إلى برج تشاتشا، فهذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 25 مترًا هو أحد أبرز معالم المدينة، ويعد تصميمه مزيجًا مميزًا بين التراث الجورجي والهندسة الحديثة.
وتم تسمية البرج بهذا الاسم نسبةً إلى “تشاتشا”، وهو مشروب جورجي تقليدي يشتهر به أهل المنطقة، وتكمن تميز البرج في وجود نافورة خاصة تُطلق “تشاتشا” بدلًا من الماء خلال أوقات محددة من الأسبوع؛ مما يجعله نقطة جذب مميزة سواء للسكان المحليين أو السياح الفضوليين.
المنطقة المحيطة بالبرج أيضًا غنية بالمقاهي والمطاعم، حيث يمكنك الاسترخاء والتمتع بإطلالة رائعة على البحر الأسود أو التقاط الصور التذكارية لهذا المعلم الفريد، كما نوصيك بزيارة البرج في ساعات المساء؛ حيث يضيء بألوان جميلة تضفي سحرًا خاصًا على أجواء المكان، لتكون زيارتك لبرج تشاتشا تجربة لا تنسى تعكس روح المغامرة والتراث الجورجي الأصيل.
3. مدينة كوتايسي: بوابة التاريخ والطبيعة
ننتقل الآن إلى كوتايسي، واحدة من أقدم المدن في جورجيا وأكثرها سحرًا، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع التاريخ العريق في لوحة فنية تأسر القلوب. وتقع المدينة في غرب جورجيا على ضفاف نهر ريوني، وتُعد ثاني أكبر مدينة في جورجيا بعد تبليسي. ما يميز كوتايسي هو أجواؤها الهادئة التي تبعث على الاسترخاء، بعيدًا عن صخب المدن الكبرى، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا لكل من يبحث عن الراحة أو المغامرة.
وإذا كنت من عشاق الطبيعة، فإن كوتايسي تقدم لك مغامرات لا تُنسى بين أحضان وديانها الخضراء وأنهارها الصافية. كذلك نوصيك برحلة لكهوف المدينة الساحرة، مثل كهف بروميثيوس الذي يبدو كأنه عالم من الخيال بألوانه وتكويناته الطبيعية. وأيضاً تضيف الشلالات القريبة من المدينة لمسة أخرى من السحر، حيث يمكنك الاستمتاع بصوت المياه المنحدرة والمناظر الطبيعية البديعة التي تُحيط بها.
أما إذا كنت ممن يحبون التعرف على أسلوب الحياة المحلي، فإن أسواق كوتايسي التقليدية ستدهشك بتنوعها وأصالتها. وهناك، يمكنك التعرف على السكان المحليين وشراء المنتجات الجورجية الطازجة التي تعكس عمق الثقافة والطبيعة الغنية للمنطقة، حيث إن زيارة هذه الأسواق ليست مجرد تجربة تسوق؛ بل إنها لقاء مع الروح الحقيقية لجورجيا.
وفي نهاية يومك، لا تنسَ أن تُدلل نفسك بأطباق كوتايسي الشهية. فالمطبخ هناك غني بالنكهات الأصيلة التي تجمع بين تأثيرات الثقافات المختلفة، فإن تجربة تناول الطعام في مطاعمها الصغيرة تُعد رحلة بحد ذاتها، حيث يمتزج الدفء الجورجي مع حبهم للضيافة.
مدينة كوتايسي ليست مجرد مدينة عادية في جورجيا؛ بل إنها دعوة للعودة إلى البساطة، حيث يتناغم الجمال الطبيعي مع الأصالة في كل ركن منها. لذا، استعد لأن تُكمل مغامرتك، فما زالت هناك العديد من الوجهات في جورجيا تنتظر أن تكتشفها.
4. مدينة كازبيجي: عروس القوقاز ومنبع المغامرة
إذا كنت من عشاق الطبيعة الجبلية والمغامرات، فإن مدينة كازبيجي هي وجهتك المثالية، حيث تقع كازبيجي في شمال جورجيا، على مقربة من الحدود الروسية، وتُعد بوابة لعالم خلاب من المناظر الجبلية التي تأسر القلوب. هذه المدينة الساحرة محاطة بجبال القوقاز الشاهقة التي تُغطيها الثلوج في الشتاء وتكتسي بالأخضر في الصيف؛ مما يجعلها وجهة جذابة طوال العام.
كازبيجي ليست فقط عن الطبيعة البكر؛ بل إنها دعوة لاكتشاف حياة البساطة والتفاعل مع سكانها المحليين الذين يتمتعون بكرم الضيافة، فالقرية الصغيرة في قلب المدينة تُقدم أجواءً هادئة ومريحة، مع مشاهد المنازل التقليدية والمقاهي الصغيرة التي تُتيح لك فرصة تذوق المأكولات الجورجية الأصيلة.
وأبرز ما يميز كازبيجي هو قمة جبل كازبيك الشهير، الذي يُعتبر من أجمل القمم الجبلية في القوقاز، حيث يُعد تسلق هذا الجبل أو حتى مجرد مشاهدته تجربة فريدة تمنحك شعورًا بالرهبة والجمال في آنٍ واحد. ولن تفوتك أيضًا زيارة الوديان المحيطة التي تُزينها الأنهار والشلالات المتدفقة؛ مما يجعلها مكانًا مثاليًا للرحلات الاستكشافية؛ لذلك فإن رحلتك إلى كازبيجي ستكون مغامرة تنبض بالحياة، حيث يلتقي الجمال الطبيعي مع الطابع المحلي الأصيل في تجربة لن تُنسى
5. مدينة سغناغي: مدينة الحب والسحر الجورجي
إذا كنت تبحث عن مدينة تحيطها أجواء ساحرة، فإن مدينة سغناغي هي المكان الذي يجب أن تزوره، حيث تُلقب هذه المدينة الساحرة بـ “مدينة الحب”، وتُعتبر واحدة من أجمل مدن جورجيا التي تُحاكي في جمالها القرى الإيطالية بطابعها الأنيق والمميز.
تقع سغناغي على قمة تلٍ في منطقة كاخيتي، مما يمنحها إطلالات بانورامية مذهلة على وادي ألازاني وجبال القوقاز، فهذه المدينة الصغيرة تُرحب بك بشوارعها الحجرية الضيقة ومنازلها ذات الأسقف الحمراء التي تضفي عليها طابعًا دافئًا ورومانسيًا.
واحدة من أبرز الأنشطة التي ستُمتعك في سغناغي هي التجول سيرًا على الأقدام في أزقتها الهادئة، حيث يمكنك استكشاف الأسواق التقليدية، وشراء الحرف اليدوية المحلية، أو تذوق المأكولات الجورجية اللذيذة في المطاعم والمقاهي المنتشرة في كل زاوية.
وما يُميز سغناغي حقًا هو الجدران الدفاعية القديمة التي لا تزال تحيط بالمدينة، كما يمكنك الصعود إلى أحد الأبراج المنتشرة على الجدران والاستمتاع بمناظر خلابة لوادي ألازاني في الأفق، حيث إنها تجربة ستأخذك إلى زمن آخر مليء بالسحر والأصالة، وتمنحك فرصة للتواصل مع الطبيعة والثقافة الجورجية في أجواء هادئة ومميزة.
6. قلعة خيرتفيسي: بوابة إلى التاريخ الجورجي العريق
في أعماق جبال القوقاز، تحتضن جورجيا إحدى أقدم القلاع التاريخية، وهي قلعة خيرتفيسي التي تقف شامخة كشاهد على عصور من الحروب والتاريخ العريق. تقع هذه القلعة في منطقة سامتسخه-جافاخيتي، وتُعد من أروع الوجهات التي تمنح الزائر لمحة عن تراث جورجيا العسكري والثقافي.
ما يميز قلعة خيرتفيسي هو موقعها الاستراتيجي فوق تلة صخرية تحيط بها طبيعة خلابة، حيث تلتقي الجبال المهيبة مع نهر متعرج يضفي على المكان سحرًا لا مثيل له. وبمجرد أن تطأ قدماك هذه القلعة، ستشعر بأنك تسافر عبر الزمن إلى العصور الوسطى، عندما كانت القلعة بمثابة مركز دفاعي رئيسي يحمي جورجيا من الغزوات.
تُتيح القلعة لزوارها فرصة استكشاف أبراجها المتعددة، التي توفر إطلالات رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة. كما يمكنك التجول بين جدرانها الحجرية السميكة التي تحتفظ بعبق الماضي، والوقوف في الأماكن التي كانت يومًا ساحة للاجتماعات والمعارك.
وإذا كنت مغامرًا يعشق التقاط الصور الفريدة، فإن قلعة خيرتفيسي هي وجهة مثالية لالتقاط مشاهد بانورامية لا تُنسى، وننصحك بزيارتها في أوقات النهار المشرقة، حيث تُضفي أشعة الشمس الذهبية على القلعة وجبالها المحيطة منظرًا ساحرًا. فهذه القلعة ليست مجرد مبنى قديم، بل هي بوابة تأخذك في رحلة عبر تاريخ غني بالأحداث والأساطير.
7. قلعة أنانوري: جوهرة جورجيا على ضفاف نهر أراجفي
في الطريق إلى جبال القوقاز المهيبة، ستُطالعك قلعة أنانوري بإطلالتها الساحرة التي تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة، تقع هذه القلعة على ضفاف نهر أراجفي، وتُعد واحدة من أبرز المعالم السياحية التي تنبض بروح الماضي وسحر المناظر الطبيعية الخلابة.
ما يميز قلعة أنانوري هو تصميمها المعماري الفريد، الذي يعكس عظمة العصور الوسطى في جورجيا. وتتكون القلعة من مجموعة من الأبراج والقاعات التي كانت تُستخدم في الماضي كحصن لحماية المنطقة من الغزوات. السير بين أرجاء القلعة يمنحك شعورًا وكأنك في قلب رواية تاريخية مليئة بالأحداث المثيرة.
وتُعد الإطلالة من أبراج القلعة تجربة بحد ذاتها؛ حيث يمكن للزائر الاستمتاع بمشهد بانورامي يجمع بين المياه الهادئة لنهر أراجفي والتلال الخضراء التي تُحيط به. هذه الإطلالات تجعل من القلعة مكانًا مثاليًا لمحبي التصوير وللباحثين عن لحظات هدوء بعيدًا عن صخب المدن.
كما يُمكنك قضاء بعض الوقت بالقرب من البحيرة القريبة من القلعة، حيث توفر المنطقة فرصة للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة. وننصحك أيضاً بزيارة قلعة أنانوري خلال فصلي الربيع أو الصيف، حيث تُضفي الأجواء الدافئة والحياة الطبيعية المحيطة بها رونقًا خاصًا.
وتُعد هذه القلعة رمزًا لحقبة من الزمن لا تزال حاضرة في تفاصيلها المعمارية، وتدعوك لاستكشاف المزيد من جمال جورجيا الذي لا ينتهي.
نصائح للمسافرين إلى جورجيا: دليلك لقضاء تجربة لا تُنسى
تُعد جورجيا وجهة مثالية لكل من يبحث عن تجربة سفر مليئة بالمغامرة والثقافة والجمال الطبيعي، ولكن للحصول على رحلة خالية من المتاعب ومليئة بالذكريات الجميلة، ننصحك باتباع بعض الإرشادات التي ستُثري رحلتك:
1- خطط لرحلتك بعناية واستفد من الوقت: قبل السفر، ننصحك بوضع خطة واضحة تتضمن الأماكن التي ترغب بزيارتها والأنشطة التي تريد تجربتهاـ، وذلك لأن جورجيا غنية بالمواقع السياحية المتنوعة، لذلك من الأفضل تخصيص وقت كافٍ لكل منطقة لاستكشافها دون استعجال.
2- ارتدِ ملابس مناسبة للموسم والموقع: جغرافية جورجيا المتنوعة تعني اختلافات كبيرة في المناخ بين المناطق، فإذا كنت تخطط لزيارة الجبال مثل كازبيجي أو أنانوري، احرص على حمل ملابس دافئة حتى في الصيف. أما إذا كنت في تبليسي أو باتومي، فتأكد من ارتداء ملابس مريحة تلائم التنقل والاستكشاف.
3- جرب المطبخ المحلي بكل شغف: المطبخ الجورجي جزء لا يتجزأ من تجربة السفر؛ لذلك ننصحك بتجربة أطباق تقليدية مثل “خينكالي” و”خاشابوري” التي تعكس الثقافة الجورجية وتاريخها، ولا تتردد في زيارة المطاعم الصغيرة أو الأسواق المحلية للحصول على تجربة طعام أصيلة.
4- احرص على تعلم بعض الكلمات الجورجية الأساسية: رغم أن الكثير من السكان يتحدثون الإنجليزية أو الروسية، فإن تعلم بعض الكلمات المحلية مثل “مرحباً” (غامارجوبا) أو “شكراً” (مادلوبا) يمكن أن يترك انطباعًا إيجابيًا لدى السكان المحليين، ويجعل تفاعلاتك أكثر وُدًّا.
5- استمتع بالمواصلات العامة والتجارب المحلية: جورجيا توفر خيارات متعددة للمواصلات، مثل الحافلات والقطارات، التي تتيح لك التنقل بسهولة بين المدن والقرى؛ لذلك ننصحك بتجربة سيارات الأجرة المحلية، ولكن تأكد من الاتفاق على السعر مسبقًا لتجنب أي خلافات.
6- كن مستعدًا لاستكشاف الطبيعة بكل حواسّك: سواء كنت تستكشف البحيرات أو الأنهار أو الجبال، فإن الطبيعة في جورجيا تُعتبر من أبرز مميزاتها، وننصحك بأخذ كاميرا لتوثيق لحظاتك الساحرة، ولا تنسَ ارتداء أحذية مريحة للمشي لمسافات طويلة.
7- احتفظ بعملات نقدية صغيرة: رغم انتشار أجهزة الصراف الآلي في المدن الكبرى، فإن بعض القرى والمناطق الريفية لا تعتمد على البطاقات البنكية بشكل كبير؛ لذلك احرص على حمل نقود كافية لتغطية مصاريفك في تلك المناطق.
8- استمتع بتجربة الأسواق المحلية: الأسواق في جورجيا تُعد مكانًا مثاليًا للتعرف على الثقافة الجورجية وشراء الهدايا التذكارية، لذلك نوصيك بزيارة الأسواق التقليدية لاقتناء الحرف اليدوية أو العسل الجورجي الشهير.
9- التوكل على الله: بعد التخطيط و التحضير الجيد نتوكل على الله و نأخذ بالأسباب و لا ننسى دعاء السفر و دعاء دخول القرية عند فور وصولك و أيضا دعاء الركوب.
ومع اتباع هذه النصائح، ستضمن أن رحلتك إلى جورجيا ستكون مليئة باللحظات الممتعة والاكتشافات الرائعة، وكن مغامراً واجعلها مغامرة لا تُنسى واستمتع بكل لحظة تقضيها في هذا البلد الساحر!
الخاتمة
جورجيا ليست مجرد وجهة سياحية؛ بل إنها تجربة مفعمة بالحياة، ومزيج من الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق والضيافة التي لا تُضاهى، وخلال رحلتك، ستكتشف مدنًا تنبض بالحياة مثل تبليسي وباتومي، وستعيش مغامرات استثنائية بين الجبال الشاهقة والأنهار المتدفقة، وستتعرف على ثقافة شعبية غنية تمتد جذورها في أعماق التاريخ.
وننصحك بعدم التردد في جعل جورجيا خيارك التالي للسفر، سواء كنت تبحث عن الاسترخاء، المغامرة، أو التعرف على حضارة مختلفة، واستمتع بكل لحظة، واستفد من نصائحنا لجعل رحلتك أكثر سهولة ومتعة. جورجيا تنتظرك بأذرع مفتوحة، فمتى ستبدأ مغامرتك يا صديقي!
إذا وجدت المقال مفيدا، شاركه مع الأصدقاء أو العائلة من خلال قنوات التواصل الإجتماعي أدناه.